صدور الترجمة الفرنسية لرواية “البحث عن خنوم” للدكتور حسين عبد البصير


صدرت مؤخرًا عن دار القاهرة الجديدة للنشر والتوزيع الترجمة الفرنسية لرواية “البحث عن خنوم” للكاتب والروائي وعالم الآثار المصري الدكتور حسين عبد البصير، في خطوة تعزز حضور الأدب المصري المعاصر المستلهم من الحضارة الفرعونية على الساحة الثقافية العالمية، خصوصًا لدى القراء الناطقين بالفرنسية.
الرواية، التي نُشرت لأول مرة عام 1998، تُعد واحدة من أبرز الأعمال التي أعادت إحياء روح الأدب المصري القديم في سياق معاصر، حيث تنقل القارئ في رحلة أسطورية وفلسفية إلى عمق الحضارة المصرية، وتمزج بين الخيال والأسطورة والتاريخ، مع لمسات أدبية مستوحاة من أدب الحكمة والأناشيد الدينية المصرية القديمة.
أحداث الروايةتدور الأحداث خلال عصر الانتقال الثالث (1070–715 ق.م)، في بدايات حكم الأسرة الحادية والعشرين، حين كان كهنة آمون رع يسيطرون على مقاليد الحكم في مصر.
وفي هذا الإطار الزمني المضطرب، تنطلق مجموعة من الشخصيات في رحلة محفوفة بالمخاطر من دلتا النيل شمالًا إلى أسوان جنوبًا، بحثًا عن الإله خنوم، رب الخلق في الميثولوجيا المصرية القديمة، مرورًا بمحطات تاريخية مثل أخميم ودندرة وطيبة وإسنا وجزيرة إلفنتين، وصولًا إلى العاصمة القديمة منف.
البنية والأسلوباعتمد المؤلف أسلوب الأصوات المتعددة، حيث تتناوب خمسة شخصيات على السرد، مانحًا القارئ زوايا مختلفة لفهم الأحداث.
كما أدرج هوامش بحثية لتفسير المصطلحات والأماكن والشخصيات التاريخية، في مزيج يجمع بين السرد الأدبي والبحث الأكاديمي، انعكاسًا لخبرته كعالم آثار ومدير متحف الآثار في مكتبة الإسكندرية.
الاستقبال النقدي وأهمية الترجمةحظيت الرواية بإشادة كبار الأدباء والنقاد، إذ شبّهها نجيب محفوظ بأجواء رواياته الفرعونية، فيما وصفها جمال الغيطاني بأنها تعبير عن الجوهر الإنساني العابر للزمان والمكان.
وتفتح ترجمتها الفرنسية نافذة جديدة أمام القراء الأوروبيين لاكتشاف رؤية أدبية مصرية معاصرة تستلهم الماضي وتعيد صياغته بلغة عالمية، مؤكدة قدرة الأدب على تجاوز حدود اللغة والثقافة.
بهذه الخطوة، تواصل “البحث عن خنوم” رحلتها خارج حدود المكان والزمان، حاملة أسئلة الإنسان الأبدية عن الأصل والمعنى والحقيقة.