مقتطفات

حفلات التخرج بين الرقص والفرحة

كتبت : أسماء محمد
تعتبر حفلات التخرج تعبيرا صريحا وواضحا عن الفرحة بانتهاء كفاح سنوات الجامعة ، ولكن اختلفت فرحة حفلات التخرج كثيرا عن ما كانت عليه من المشاهد المعتادة المعروفة فقد عرفت حفلات التخرج بالصور التي تلتقط مع الأصدقاء والأهل وأساتذة الجامعة وتسليم الخريجين والخريجات الدروع والشهادات ، اما حاليا فالرقص واستعراض الأزياء المبالغ فيها والتي لا تتناسب مع حفلات التخرج هم عنوان التعبير عن فرحة التخرج ، فقد نسي الكثير أن لحفلات التخرج رسميات وضوابط وأخلاقيات يجب ان تؤدي بهم ليس بالرقص أمام أساتذة الجامعة بدون خجل أو حياء تحت مسمي البهجة والفرحة .
شهدت الآونة الأخيرة كثير من مقاطع الفيديو لخريجين أو خريجات يرقصون في حفلات التخرج علي أنغام الموسيقي والأغاني المعروفة وربما بعض المهرجانات وقد انتشرت تلك مقاطع الفيديو بشكل سريع بل وتصدر بعضها تريند مواقع التواصل الاجتماعي وهو ما حدث مع فتاة النوبة كما هي معروفة وهي فتاة من النوبة مقيمة بالقاهرة تدعي ” شادن مصطفي ” تخرجت هذا العام من قسم فلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة ، وظهرت في مقطع فيديو ترقص بالطريقة النوبية في حفلة تخرجها علي ألحان اغنية نوبية شهيرة للفنان النوبي ” عبدالواحد البنا ” وذلك أثناء صعودها علي المنصة لتستلم الشهادة والدرع .
وقد علقت فتاة النوبة صاحبة الفيديو في أول ظهور لها علي رقصها بالطريقة النوبية بأن فعلتها هذه كانت بتقائية كاملة فكل ما ارداته هو نشر البهجة وان تجعل من يوم تخرجها ذكري مميزة ، كما نفت تماما ما تداولته بعض التعليقات السلبية عليها من أنها قامت بأداء رقصتها طمعا في حصولها علي التريند
كما أضافت أنها تفاجأت بالكثير من التعليقات الايجابية أما بالنسبة للتعليقات السلبية فليس لديها مشكلة مع النقد البناء سوي التعليقات التي تبث نقد هدام .
وفي الحقيقة لم تكن فتاة النوبة الفريدة من نوعها فمؤخرا انتشر الكثير من المقاطع التي يرقص فيها الشباب والفتيات في حفلات التخرج كتعبيرا منهم بفرحتهم ، ولعل ما جعل فيديو فتاة النوبة الأكثر شهرة والأكثر انتقادا هو وجود بعض من أساتذة الجامعة في حفل التخرج ينتظرونها ليقومون بدورهم في تسليم الخريجين والخريجات الشهادات والدروع ، وهو ما جعل الانتقادات السلبية انهالت علي فتاة النوبة فقد وصف البعض فعلتها بأنها أسأت لأساتذة الجامعة المدعوين لحفلة التخرج والأكثر من ذلك أنها أسأت لشعب النوبة التي لا تمت لعادته بصلة .
وقد انتقد “عبدالله رشدي ” الداعية المعروف ما يحدث حاليا في حفلات التخرج حيث قال ” ما يحدث في حفلات التخرجِ اليوم دخيلٌ على ثقافتنا ولا يقبلُه ديننا؛ حفلات التخرج ينبغي أن يظهر فيها شيء من الفرح الوقور الذي لا تجاوز فيه لحدود الشرع والعُرف “
وتابع قائلا ” أما أن تخرجَ البنات متراقصاتٍ كأنهنَّ سَكْرَى بملابسَ كاشفةٍ فذلك قُبْحٌ ينبغي على مسؤولي التعليمِ منعُه وينبغي على الآباء أن يزجروا بناتِهنَّ عن مثلِ هذه الفِعالِ الوَقِحَةِ التي لا تُشيرُ إلى طالبةِ علمٍ بقدر ما تدُلُّ على راقصةٍ بذيئة “
واستكمالا لذلك فقد قال الاعلامي عمرو خليل في برنامجه ” من مصر ” : طالبة طالعة تاخد شهادة التخرج بترقص رقص مهرجانات، ده إيه علاقته بالتخرج والعلم ؟، فين الخجل ؟!!
وتابع: ده أنا لو في فرح هتكسف أعمل كده، مش طالع على منصة بروب التخرج أسلم على أساتذتي وأرقص !!! .
ورغم كثرة التعليقات السلبية إلا أن البعض ايضا أعجب بطريقة رقصها النوبية وفسروا الرقص في حفلات التخرج علي أنها فرحة تلقائية ونشر للبهجة وأن للجميع الحق في التعبير عن الفرحة والبهجة وقد أيد ذلك الإعلامي المعروف محمد الباز حيث قال في برنامجه ” آخر النهار ” : عرض فيديو آخر لشباب خريجين في حفلة تخرجهم يرقصون علي أغاني المهرجانات معلقا علي هذا المقطع بأن القضية الأكبر من الرقص هو ذوق هؤلاء الخريجين والخريجات في الإستماع إلي المهرجانات والرقص عليها ، أما فتاة النوبة فهي فتاة لها الحق في أن تفرح وأضاف انه رقصها راقي ليس فيه ابتزال مثلما في يوجد في فيديوهات أخري .
كما أوضح رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة ” عبدالله عرمش ” أن الرقص في حفلة التخرج هي حرية شخصية .
فقد تحولت حفلات التخرج من فرحة بانتهاء سنوات الدراسة وذكري تبقي في العقول إلي مسابقات رقص وعرض أزياء لفساتين السهرة بل وساحة مناسبة لأن يتقدم الشاب لخطبة الفتاة في مشهد يصفه الجميع بالمشهد الرومانسي ، لا غبار في أن للجميع حق في الشعور بفرحة حفلة التخرج ولكن من أين أتت موضة لا فرحة بالتخرج بدون رقص ؟!!
ورغم ذلك إلا أن كان هناك جانب إيجابي نشره الكثير من رواد مواقع التواصل الإجتماعي وهي حفلات كليات جامعة الأزهر التي لا تخلو من البهجة والفرحة والإلتزام بضوابط الحرم الجامعي وعادات وتقاليد المجتمع المصري ، فقد أشاد الكثير بها معلقين عليها ” هي دي حفلات التخرج ” ، فلا شك ان لكل مقام مقال وان للحرم الجامعي ولأساتذته احترامهم ولا تكمن فرحة التخرج إطلاقا في تأدية بعض الرقصات .

عرض المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى