إسلام عبد الرحيم يكتب: خلايا الإخوان الإرهابية


في خضم الأحداث التي شهدتها مصر والمنطقة العربية خلال العقد الأخير، برزت جماعة الإخوان الإرهابية كأحد أخطر التنظيمات التي سعت لاختطاف الدولة الوطنية، وتقويض مؤسساتها، وإثارة الفوضى تحت شعارات دينية وسياسية خادعة، هذه الجماعة، التي تأسست عام 1928 على يد حسن البنا، تحولت مع مرور الزمن إلى كيان عقائدي مغلق، يتبنى العنف كوسيلة لتحقيق أهدافه، رغم محاولاته التستر وراء خطاب “الإصلاح” و”الديمقراطية”.
30 يونيو: لحظة إنقاذ وطن
لولا ثورة 30 يونيو 2013، التى خرج فيها ملايين المصريين مطالبين بإنهاء حكم الجماعة، لكانت مصر اليوم في مهب الفوضى والانقسام، فقد كشفت تجربة حكم الإخوان، خلال عام واحد فقط، عن مخططات خطيرة تستهدف الهوية الوطنية، ومؤسسات الدولة، بل والسيادة نفسها، كان واضحًا أن الجماعة لا تؤمن بالدولة المدنية، بل تسعى لإقامة “دولة المرشد”، وتفكيك النسيج الوطني لصالح مشروع عقائدي يتجاوز حدود الجغرافيا والمواطنة.
الخلايا الإرهابية.. أذرع خفية للفوضى
رغم سقوط الجماعة من الحكم، لم تنتهِ تهديداتها، فقد لجأت إلى تكتيك العمل السري والخلايا العنقودية، التي زرعتها داخل المجتمع، مستغلة المساجد والجمعيات الخيرية والمؤسسات التعليمية كغطاء لنشر فكرها المتطرف، كما لجأت هذه الخلايا إلى تنفيذ عمليات إرهابية استهدفت رجال الشرطة والجيش والقضاة، في محاولة يائسة لكسر إرادة الدولة.
الدعم الخارجي.. تمويل وتجنيد إعلامي
من أبرز أخطار الجماعة هو الدعم الذي تتلقاه من بعض القوى الإقليمية التي تسعى لزعزعة استقرار المنطقة، هذا الدعم لا يقتصر على التمويل فقط، بل يشمل أيضًا منصات إعلامية تبث رسائل تحريضية وتروج للأكاذيب والشائعات، وقد لعبت هذه القنوات دورًا محوريًا في تشويه مؤسسات الدولة، والتحريض على الفتنة الداخلية.
خلاصة القول
إن جماعة الإخوان الإرهابية ليست مجرد تنظيم سياسي، بل هي منظومة فكرية متطرفة تتخذ الدين ستارًا للوصول إلى الحكم، ولا تتورع عن استخدام العنف إذا فشلت في ذلك، وتجربة مصر مع هذه الجماعة كانت كاشفة ومثيرة للوعي الشعبي، حيث فهم المواطن المصري أن الجماعة تمثل خطرًا حقيقيًا على الدولة والمجتمع.
لذلك، فإن اليقظة المجتمعية، والدور الحاسم للدولة في التصدي لهذا الفكر، يمثلان صمام أمان لاستمرار الاستقرار في مصر والمنطقة، لقد أنقذت ثورة 30 يونيو مصر من السقوط في الهاوية، ولكن المعركة مع هذا الفكر لم تنتهِ بعد، وهي معركة تستوجب الوعي والتكاتف، دفاعًا عن وطن لا يقبل التقسيم ولا الابتزاز العقائدي.