العميد محمد النجار.. قائد ثورة تطوير “الأحوال المدنية” في الإسكندرية


كتب/شوكت سعد
لم تعد زيارة مكاتب الأحوال المدنية في الإسكندرية تجربة مرهقة أو مثيرة للتوجس كما كانت في الماضي، فمع تولي العميد محمد النجار إدارة الأحوال المدنية بمديرية أمن الإسكندرية بدأت مرحلة جديدة عنوانها السرعة والانضباط واحترام المواطن. لم يأتِ الرجل ليشرف على روتين مملّ، بل حمل رؤية إصلاحية طموحة جعلت الإدارة وجهة مشرفة لكل من يتعامل معها، ونجح في تحويلها إلى نموذج يُحتذى به على مستوى الجمهورية.تحت إشراف اللواء محمود أبوالسعود مساعد المدير لغرب الدلتا. و
العميد النجار، بخبرته الميدانية الواسعة وشخصيته الحاسمة، أعاد صياغة العلاقة بين المواطن والجهاز الحكومي. لم يعد المواطن يضطر إلى الوقوف في طوابير طويلة أو العودة مرات متكررة لاستكمال أوراقه، بل أصبح يحصل على الخدمة في وقت قياسي بفضل نظام صارم يضمن سرعة إنجاز المعاملات مع الحفاظ على الدقة الكاملة في الإجراءات. المواطنون أنفسهم أصبحوا يروون قصصًا عن معاملات أنجزت في نفس اليوم بعد أن كانت تستغرق أسابيع.
هذا التحول لم يأتِ صدفة، بل نتيجة إشراف مباشر من العميد النجار الذي اعتاد أن يتواجد ميدانيًا بين العاملين والمراجعين، يتابع التفاصيل بنفسه، ويوجّه بالحل الفوري لأي مشكلة قد تطرأ. مكتبه ظل مفتوحًا أمام المواطنين منذ اليوم الأول لتوليه المنصب، حيث يستمع إلى شكواهم باهتمام بالغ ويتخذ إجراءات فورية لمعالجتها، وهو ما أكسبه احترامًا واسعًا وثقة كبيرة في أوساط أهالي الإسكندرية.
على المستوى الداخلي، عمل النجار على تحديث بيئة العمل داخل الإدارة، فتم تزويد المكاتب بأجهزة حديثة لتسريع عمليات إدخال البيانات وطباعة الوثائق، وتدريب الموظفين على استخدام التكنولوجيا الجديدة وتبسيط الإجراءات البيروقراطية. كما أولى اهتمامًا خاصًا بتجهيز قاعات استقبال الجمهور بشكل لائق يوفر الراحة لكبار السن والسيدات والأطفال، بما يعكس صورة حضارية للإدارة ويعزز كرامة المواطن.
تحت قيادته، أصبح الانضباط شعار المرحلة. لم يعد هناك تهاون في مواعيد العمل أو تراخٍ في أداء الخدمة، بل تحولت الإدارة إلى ورشة عمل يومية تتسابق لإنجاز أكبر قدر من المعاملات في أقل وقت ممكن. هذا الالتزام بالوقت والكفاءة ساهم في تقليل الزحام بشكل كبير، وخلق انطباعًا عامًا بأن الدولة تقف بجانب المواطن وتعمل على تسهيل حياته لا تعقيدها.
ولأن نجاح أي منظومة يعتمد على العامل البشري، كان اهتمام العميد النجار كبيرًا برفع الروح المعنوية للعاملين، عبر تشجيعهم وتكريم المتميزين منهم، وهو ما انعكس في حماس الفريق واستعدادهم لخدمة الجمهور بأفضل صورة ممكنة.
شهادات المواطنين لم تتوقف عن الإشادة بهذا التغيير. أحد المتعاملين مع الإدارة قال، لـ”الحديث المسائي”: لم أصدق أنني أنهيت استخراج بطاقة الرقم القومي لابنتي في أقل من ساعة، وكنت أتوقع أن أضطر للعودة في اليوم التالي على الأقل. هذا لم يحدث منذ سنوات طويلة.” وآخر يؤكد: “تعامل العاملين أصبح أكثر احترامًا وإنسانية، ويكفي أن العميد نفسه يتواجد ويتحدث معنا إذا ظهرت أي مشكلة.”
نجاح العميد محمد النجار لم يعد مقصورًا على تحسين خدمة جماهيرية، بل أصبح رسالة مهمة عن أن الإدارة الأمنية والخدمية يمكن أن تكون قريبة من الناس، تحترم وقتهم وتلبي احتياجاتهم بسرعة وكفاءة. هذه التجربة جعلت الإسكندرية اليوم في صدارة المحافظات التي تقدم نموذجًا حضاريًا في إدارة الأحوال المدنية، وتفتح الباب أمام تعميم التجربة في باقي المحافظات.
بقي أن نقول إن ما تحقق خلال فترة وجيزة تحت قيادة العميد النجار هو انعكاس طبيعي لقيادة واعية ومخلصة تعرف قيمة الوقت والمواطن، وتدرك أن نجاح الدولة يبدأ من نجاح مؤسساتها الخدمية في كسب ثقة الناس. ولعل ما يحدث اليوم في الإسكندرية يبشر بمرحلة جديدة يصبح فيها المواطن شريكًا حقيقيًا في مسيرة التطوير، بعد أن شعر بأن صوته مسموع ومشكلاته محل اهتمام.
ولا يمكن في ختام هذا الحديث أن نغفل النظرة الثاقبة لوزير الداخلية اللواء محمود توفيق، في اختيار العميد محمد النجار لتولي إدارة الأحوال المدنية بالإسكندرية. فقد جاء القرار معبّرًا عن إدراك حقيقي لأهمية هذا القطاع الحساس الذي يمس حياة المواطنين بشكل يومي، وعن وعي بأن المرحلة تحتاج إلى قيادة ميدانية حازمة وقريبة من الناس.
اختيار النجار أثبت منذ اليوم الأول أنه رهان ناجح بكل المقاييس، إذ انعكست خبرته ورؤيته العملية على الأداء، فتحولت الإدارة إلى خلية عمل متواصلة تحقق إنجازات ملموسة يشعر بها الجميع. هذه الثقة التي منحتها القيادة الأمنية له كانت في محلها، بل أصبحت نموذجًا لما يمكن أن تحققه الدولة حين تضع الرجل المناسب في المكان المناسب.


