أزمة فى بنك الدم بالإسكندرية..صدام بين الإدارة “والصحة” يتسبب فى استقالات جماعية للعاملين
كتب تامر الفخراني
شهد المركز الإقليمي لخدمات نقل الدم بالإسكندرية أزمة غير مسبوقة بعد تصاعد الخلاف بين مديرة الفرع وقرار وزارة الصحة بشأن استمرار طبيبين منتدبين من فرع المركز في القاهرة، ما أدى إلى اضطرابات واسعة داخل المنشأة الحيوية.
بداية الأزمة
بدأت الأحداث عندما انتهت مدة انتداب طبيبين من فرع القاهرة إلى فرع الإسكندرية، وطلبا البقاء في الإسكندرية لمواصلة عملهما. إلا أن مديرة الفرع رفضت ذلك، معتبرة أن استمرار الطبيبين قد يسبب خللاً في هيكل الفريق الأساسي لفرع الإسكندرية، ووقّعت على قرار إنهاء انتدابهما، ما اعتبره الطبيبان انحيازًا لفريق العمل الأساسي.
إلا أن هذا القرار لم يكن النهاية، حيث قام الطبيبان بتحرير محاضر رسمية في قسم الشرطة، كما قدّما شكاوى إلى وزارة الصحة والمركز الرئيسي للمركز القومي لنقل الدم بالقاهرة، مطالبين بالتدخل لضمان بقائهما في فرع الإسكندرية.
قرار مركزي يشعل الأزمة
استجابت وزارة الصحة للشكاوى، وأصدرت قرارًا إداريًا بتمديد عمل الطبيبين في فرع الإسكندرية، وهو ما أثار غضب مديرة الفرع التي اعتبرت القرار تجاوزًا لصلاحياتها. رفضت المديرة الامتثال للقرار، معتبرة أن الوزارة تجاهلت الاعتبارات التنظيمية والإدارية داخل المركز، ما دفعها إلى إعلان اعتراضها الرسمي.
تصعيد غير مسبوق: إضراب واستقالات جماعية
رد الفعل داخل المركز لم يكن أقل حدة؛ فقد أقدم فريق العمل في فرع الإسكندرية على إضراب شامل عن العمل احتجاجًا على القرار، في موقف يعكس حالة التوتر والانقسام داخل المؤسسة. ولم يقف الأمر عند ذلك، بل شهد المركز موجة استقالات جماعية، حيث تقدم عدد كبير من الموظفين بطلبات الاستقالة، متذرعين بأسباب مختلفة، فبينما أشار بعضهم إلى أن بيئة العمل باتت غير صالحة، ذكر آخرون أن استقالاتهم لأسباب شخصية.
مصير مجهول لمرفق حيوي
تمثل الأزمة الحالية تهديدًا مباشرًا لاستمرارية خدمات بنك الدم في الإسكندرية، وهو أحد المرافق الحيوية التي توفر إمدادات الدم للمستشفيات والمراكز الصحية في المحافظة. وبينما تتواصل المحاولات لحل الأزمة، يبقى السؤال الأهم: هل سيتم التوصل إلى تسوية تحفظ استقرار المنشأة، أم أن الأزمة ستتصاعد لتؤثر على الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين؟
الموقف لا يزال في تطور، والترقب سيد الموقف، بينما تبقى قرارات وزارة الصحة وإدارة المركز محل جدل واسع بين العاملين والمعنيين بقطاع الصحة في الإسكندرية.