مقتطفات
حاجة حلوة : الرقيب شهيد محمود السيد البقاش


بقلم … معتز الشناوي
ولد البطل محمود بميت ابوخالد مركز ميت غمر محافظة الدقهلية فى 15/5/1995 وهو الابن الأكبر بين إخوته أحمد وزهراء ومحمد، امتاز منذ نعومة اظافره، بانه طفل ذو اخلاق كريمة مطيع لوالديه، ومحب لاخواته وبار باهله وجيرانه وبلده مصر، سعادته في خدمة جدته المسنه، يساعدها فى الانتقال من مكان لمكان ويجلب لها كافة احتياجتها وونيس لها يساهرها الليل حتى يطمئن انها نامت.مدوام على الذهاب إلى الكُتّاب ليتعلم حفظ القرآن الكريم ومفاهيم الدين، وحين انهي دراسته بالمرحلة الإبتدائية والاعداية تطوع بالقوات المسلحة المصرية فى 26/7/2011، متأثرا بحب والده لمصر الذي تشرف بالخدمة بقواتها المسلحة لأكثر من 20 عاما.بعد تطوع البطل بالقوات المسلحة، قضي فترة تدريبية بمعهد ضباط الصف ومركز تدريب سلاح الدفاع الجوي وتخرج ضمن الدفعة 146 صف ضابط، ثم ألتحق باحدى كتائب الدفاع الجوى التابعة لأحد ألوية المشاة الميكانيكية وكانت خدمته بمنطقة أم خشيب ومنطقة الجدي بسيناء، أمضى البطل محمود سنوات خدمة وطنه، ما بين فرقة الصاعقة، وتدريب الدفاع الجوى، فكان يواظب على عمله بمنتهى الدقة والجدية، كتوم بما يخص عمله مطيع لأوامر قائده حيث شهد له زملاؤه ورؤسائه بأخلاقه الكريمة وشجاعته في الدفاع عن أرض وطنه. وفي 26/1/2014 كان عمره وقتها 19 عاما، وأثناء عودته و ركوبه أتوبيس الأجازات، تعرض الأتوبيس لأطلاق نار كثيف من قبل جماعة من التكفيريين الذين كانوا يستقلون سيارة ربع نقل بمنطقة محور الجدي بقرية الجدي مركز الحسنة أثناء الاتجاه لنفق الشهيد أحمد حمدى. ليستشهد البطل محمود على يد الخسة والغدر، ولتصعد روحه الطاهرة لرب كريم تجاور الشهداء والصديقين والصالحين.ويذكر والده – الحاج السيد البقاش – كان الشهيد لديه الكثير من الصفات الحسنه فقد حظي بحب اهله واصدقائة وجيرانه محب لقضاء حوائجهم ورغم كل ذلك كان خادما عاشقا لبيت الله – المسجد – الموجود بقريته فبعد أن يؤدى صلاة الفجر كل ليلة يغلق باب الجامع عليه ليقوم بنظافة المسجد من كنس ومسح وتعطير استعداد للصباح الجديد واستقبال المصلين بالمسجد، لم يجبره أحد على ذلك ولكنها علاقة حب بينه وبين الله وبيته الكريم، وكانت اسعد أوقاته يقضيها فى المسجد يقرأ ويحفظ القرآن، ويضيف والد البطل ‘‘ محمود مش تربيتي ولاتربية أمه ولكن تربية الله سبحانه وتعالي لذلك اختارة الله بجواره ‘‘ لقد تلقيت تليفون من احد زملائه في تمام الساعة التاسعة صباحا باستشهاد نجلي محمود .. فقلت له : الحمد لله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها، وانهالت دموعي انا وأم الشهيد لالم الفراق وليس اعتراض على أمر وارادة الله متقبلين ارادته وقلوبنا يغمرها الايمان بالله، وخاصة ان ولدنا في رعاية الله شهيد بالجنه حي يرزق حتى قيام الساعة. وفى تصريح للمقدم أحمد مالك قائد الشهيد محمود، يوم وفاة البطل، يقول ‘‘ لم أرى صف ضابط مثل محمود بالقوات المسلحة فى حسن خلقه وسرعة استجابته لأوامر قائده وعدم إبداء أدنى تذمر أو اعتراض، لقد كنت حريص على حضور الجنازة ومقابلة والد الشهيد لاقول له ليتنى اكن مثل ابنك الشهيد واحظي بشرف الشهادة ليشاء الله أن يستشهد قائده فى العام التالى بعد آخر زيارة لبيت الشهيد يوم 19/1/2017 قبل سنوية الشهيد قائلاً أوصيك يا عم السيد إن تدعو لي بأن الحق بابنك محمود ويكررها عليه أكثر من مره هل تحتاج لأي شئ حتى ظن والد الشهيد انه يسأله هل تحتاج شئ من ابنك محمود ليستشهد القائد النبيل المقدم أحمد مالك يوم 22/3/2017 وينول – كما تمنى – شرف الاستشهاد، ويجتمعا مرة ثانية فى جنة ونهر عند مليك مقتدر.وليتم أطلاق اسم البطل الشهيد محمود على وحدة صحية لطب الأسرة بقرية الجدى النموذجبة بشمال سيناء بمكان خدمته وبالقرب من مكان استشهاده ضمن عدد من الانشاءات منها 70 منزلا بدويا ومركزا للشياب ومسجدا ومدرسة للتعليم الأساسى وبئر للمياه العميقة ودعى والده لحضور حفل الأفتتاح الذى حضره كل من قائد قوات شرق القناة لمكافحة الارهاب نائبا عن القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والانتاج الحربى، ومحافظ شمال سيناء وقيادات سياسية وتنفيذية وشعبية وأسر الشهداء الذين أطلق اسم ابنائهم على منشآت القرية وعواقل قبائل سيناء. ويختتم الحاج سيد البقاش – والد الشهيد – حديثه، مؤكدا ليلة استشهاد ابني كنت أشاهد انا وزوجتي قناة سعودية، وقلت وانا أشاهد الكعبة، نفسي لو اجيلك السنة دي يا شيخة، لترد عليه زوجته ام محمود هانطلعك السنة دي بس لما نزوج العريس الأول.لياتي خبر الاستشهاد باليوم الثاني فيتذكر كلمة زوجته، ام البطل، فعلا تزوج محمود وليذهب أبيه لأداء فريضة الحج في نفس العام. ويضيف الحاج السيد، أكد لى احد زملاء محمود ان ابني قبل استشهادة وجدوه رافع السبابة اليمني معلنا التوحيد لله لا اله الا الله محمد رسول الله، لقد كانت ليلة زفافه في 26/1/2014 وهو فى عمر 19 عاما، لينعم بالجنة مع من سبقوه ممن صدقوا ما عاهدوا الله عليه … فالى لقاء نقلا عن جريدة الجمهورية