رياضةمقالات

فى قلب الإسكندرية والدلتا .. مؤسسةً نفرتاري تحيي التراث القديم

بقلم د. هدى حجاج

عندما تقرأ التاريخ وتتعمق في أحداثه وشخصياته، تشعر بأن عمرك يزداد غنى وعمقًا. هذا الإحساس كان الدافع وراء شعار مبادرة “دلتا أليكس آثار” التي انطلقت في سبتمبر 2022 تحت عنوان “في التاريخ حياة”. هدفت المبادرة إلى توعية الجمهور بآثار مدينة الإسكندرية، وتسليط الضوء على الحكايات التاريخية العميقة التي تختزنها هذه المدينة العريقة، بدءًا من المتاحف المتعددة والمواقع التاريخية وصولًا إلى المقابر المميزة. لطالما تميزت الإسكندرية بطابع كوزموبوليتاني يجمع بين حضارات وأنماط ثقافية متنوعة، قديمة وحديثة. على مدار عامين ونصف، جابت المبادرة أروقة التاريخ السكندري، حاملة بيد الشباب لتعزيز انتمائهم الوطني من خلال تعميق الوعي بأهمية التراث الحضاري. ومن أجل تحقيق أثر أوسع، توسعت المبادرة لتشمل دور الأيتام وأطفال المدارس، خاصة في مرحلة التعليم الأساسي، عبر تنظيم جولات خاصة داخل المتاحف. وهنا كانت المبادرة رائدة، حيث استندت إلى قناعة راسخة بأن الانتماء إلى الوطن يشكل دعامة أساسية للهوية الشخصية. ومع تزايد أهمية تسجيل المبادرة ككيان مؤسسي، خصوصًا في ظل ندرة المؤسسات التراثية في الإسكندرية التي يمكن حصرها على أصابع اليد، اختير اسم الملكة نفرتاري العظيمة رمزًا للمؤسسة. إذ تحتل الإسكندرية مكانة بارزة في التاريخ والحضارة المصرية، وتُعد الملكة نفرتاري من أشهر الملكات المصريات اللواتي تركن أثرًا تاريخيًا وأثريًا عظيمًا. وبذلك، انطلقت مؤسسة نفرتاري للتراث في رحلة جديدة من العطاء، بدعم إداري واسع الصلاحيات، لتعزيز العمل التراثي في المدينة. بدأت المؤسسة نشاطها بخدمة قطاع واسع من الدارسين والمثقفين والعاملين في مجالات الآثار والتاريخ والإرشاد السياحي، بالتعاون مع نقابات ومراكز علمية هامة. أطلقت المؤسسة أول برنامج تراثي لها في يوليو 2025، بمشاركة نخبة من الأساتذة والمتخصصين، وحققت نجاحًا ملحوظًا. وما زال العمل مستمرًا على تبني مشروعات متعددة تشمل التراث المادي واللامادي، إضافة إلى التراث المغمور بالمياه، في محاولة للحفاظ على هذا الإرث الغني وتطويره للأجيال القادمة.

عرض المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى