مقتطفات

التنبوء بالوفاة صدفة محضة ام شعور حقيقي ؟!

كتبت : أسماء محمد

لاشك ان الموت حقيقة محتمة لا فرار منها وهو مصير جميع الخلائق وهو ما يؤيد قوله تعالي ” إنك ميت وإنهم ميتون ” ، ومن بين غمضة عين لأخرى يمكن لأي شخص أن ينتهي أجله كما أن ليس هناك خلاف علي ان الموت من الغيبيات ولا يعلمه إلا الله فلو كان أحدا يعلم وقت موته لهيأ نفسه له وما كان للموت المفاجئ وجود ، ولكن من أكثر الأقوال الشائعة هي أن الإنسان يشعر باقتراب أجله قبل وفاته بأربعين يوما ، فهل هذا الشعور حقيقي ام وهم ؟! .فقد انتشر في الآونة الاخيرة كثير من الوقائع التي تؤكد ان بعض الأشخاص تنبؤا بوفاتهم قبل حدوثه ، حيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات بعضها تحتوي علي كلمات الوداع او ربما مجرد الحديث عن الموت ولا يمر سوي شهور قليلة أو أيام بل وساعات ويرحل كاتب المنشور ويفارق الحياة وقد أثار ذلك حالة من الدهشة علي مواقع التواصل الإجتماعي بل واقتنع البعض بأن الشخص يشعر باقتراب رحيله ويتنبأ به قبل وقوعه .ومن أشهر وأقرب المنشورات التي لاقت انتباه رواد مواقع التواصل الإجتماعي هي وفاة الشيخ “عبدالوهاب خليفة ” إمام مسجد أبو غنام بمحافظة كفر الشيخ ، الذي وافته المنية أمس وكان قد تنبأ بوفاته قبل ستة أشهر من موته حيث نشر صورة تجمعه بعدد من زملائه أئمة الأوقاف الراحلين عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وكتب ” أصدقاء وأحباب الزمن الجميل رحم الله فضيلة الشيخ هشام مصطفى قمبر وفضيلة الشيخ عبد الفتاح يوسف وأدخلهما فسيح جناته وعما قريب سنلتقي فى جنة الفردوس الأعلى ويجمعنا اللقاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ” .كما انتابت حالة من الحزن مواقع التواصل الإجتماعي إثر وفاة الشاب “محمود عبده ” البالغ من العمر 25 عاما والذي كان قد كتب علي صفحته ” الوضع بقى مرعب كل دقيقة والثانية حد يتوفى تعرفه من بعيد أو من قريب كل شوية تلاقي حد منزل خبر وفاة حد عزيز عليه، بجد بقيت خايف خايف على كل اللي بحبهم وحوليا، فلحظة أفقد حد فيهم الموت مبيفرقش مين صغیر ومین كبير مين بيبني حياته ومین بيحاول ينجح ومين لا خايف دوري أو دور حد قريب مني يبقى اللي جاي، الحياة فعلًا طلعت مش مستاهلة أي حاجة من اللي بنعملها غير إننا نحب بعض ونفضل قريبين من بعض خافوا على بعض محدش عارف مين ماشي أمتى، ممكن تبقى لسه قاعد مع صاحبك وسبته وبعدها بشوية تسمع خبر وفاته ممكن يختفي يومين تلاته سواء زعلان أو مشغول تكتشف إنه في الحقيقة مبقاش عايش “.ومن بين الوقائع الأكثر غرابة هي واقعة وفاة المهندس ” محمد صلاح ” الذي توفي بعد ساعات من تنبؤه بوفاته ، حيث نشر صورة لقصاصات من أوراق لنتيجة العام الميلادي وكتب عليها ” كنت فاكر لسه بدري ” ولم يمر سوي ساعات قليلة وقد لقي مصرعه إثر حادث تصادم .ولم تكن تلك الأمثلة السابقة والوقائع هي الوحيدة من نوعها لذلك تداول الكثير الحديث علي مواقع التواصل الإجتماعي عن العلامات التي يشعر بها المرء قبل موته من فقدان رغبة الأنسان بالقيام بأي عمل وفقدان الشهية والنوم الكثير وانخفاض في درجة الحرارة و قلة الكلام وربما بعد الهلوسة ، وما إلي ذلك من العلامات فهي ليست علامات ثابتة يشعر بها الجميع وليس هناك أدلة قرآنية او من السنة علي إثباتها وهو ما ذكره الدكتور ” احمد كريمة ” أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر حيث قال ” أن الموت من الخمس أمور التي استأثر الله بعلمها عنده ، ولا يمكن لأي أحد أن يعلم ميعاد موته إلا إذا كان نبيا او رسولا مثل سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم فقد شعر باقتراب أجله ، اما سوي الانبياء فما هي سوي خواطر وشعور نفسي يشعر به الانسان ولكن ليست قاعدة تدل علي موعد موته “كما أكد الدكتور ” عبدالعزيز النجار ” من علماء الأزهر ” أنه ليس هناك ما يسمي بعلامات الموت ولكن ربما تكون إيحاءات من الله ولكن أيضا فلا يعلم أحد موعد أجله “وقد فسر بعض علماء النفس إحساس الإنسان باقتراب أجله بأن الإنسان قد يشعر بالموت سواء كتب عنه او تحدث عنه نتيجة لشعوره بالحزن الشديد او عند مرضه او بسبب وفاة أحد قريب منه ، كما أن هناك أشخاص يتحدثون باستمرار عن الموت ورغم ذلك لم يفارقوا الحياة إلي يومنا هذا علي عكس أشخاص يخافون من سيرة الموت ورغم ذلك انتهي أجلهم ، فليس الحديث عن الموت او الكتابة عنه المقياس .فلا شك ان موعد موت أي شخص من الغيبيات ولا يعلمه سوي الله ولا يعني ان من شعر باقتراب أجله او تحدث عن الموت فإنه يعلم موعد وفاته ، فليس شرطا إذا تحدث شخص عن الموت فإنه يتوفى بعدها ومن هذا المنطلق يمكن أن نختم كلامنا بقوله تعالي ” وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت ” .

عرض المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى