الإعلام الجديد وتعزيز الأمن الفكرى.. ندوة بمجمع إعلام الإسكندرية


كتبت – هدى مصطفى
فى إطار توجيهات الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للإستعلامات، وتنفيذا لتعليمات الدكتور أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للإستعلامات، بنشر الوعى وتوضيح القضايا الوطنية وتعزيز القيم الوطنية وبث روح الانتماء لدى مختلف فئات المجتمع .
نظم مجمع إعلام الجمرك بالإسكندرية التابع لقطاع الاعلام الداخلي بالهيئة العامة للإستعلامات، ندوة توعوية بالتعاون مع مديرية أوقاف الإسكندرية، تحت عنوان( الإعلام الجديد وتعزيز الأمن الفكرى )، بحضور الدكتور نجاح عبد الرحمن راجح وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، والدكتورة شرين منصور المتخصصة فى تحليل مضمون الإعلام الدولى، والدكتورة روحية أبو غالى مدير عام ادارة الجمرك التعليمية ، والكاتب الصحفى رزق الطرابيشي نقيب الصحفيين بالإسكندرية، والدكتور أحمد رشاد و بحضور العديد من السادة أئمة وعلماء مديرية الأوقاف بالإسكندرية، والعديد من ممثلي المؤسسات الحكومية ورواد العمل العام ومنظمات المجتمع المدني .
وافتتحت الإعلامية أمانى سريح الندوة بالسلام الجمهوري، والترحيب بالسادة الحضور، ، موضحةً ان
الإعلام شهد طفرة كبيرة وغير مسبوقة من الناحية التكنولوجية ورغم النواحي الايجابية في هذا التطور الا انه تسبب فى ظهور العديد من السلبيات ، ومن أجل ذلك اجتمعنا اليوم مع أهم منابر التوعية فى مصر وهى منابر السادة الائمة من أجل تلك الرسالة السامية وهى حماية الأمن الفكرى حتى ننشر جيلا واع لحجم المخاطر التى تحيط ببلادنا .
وأكد الكاتب الصحفى رزق الطرابيشي نقيب الصحفيين بالإسكندرية، أن مصر حتى تلك اللحظة تنعم بأغلى واعظم نعمة وهى نعمة الأمن والأمان فى ظل الدول التى تشهد خرابا وانهيار وضياع من حولنا، فلم يبقى من الدول العربية سوى مصر هى الملاذ الآمن لكل شعوب الأرض، لكن فى نفس الوقت مصر تمر بمرحلة شديدة الخطورة، لما يحاك لها من مخططات والكل يشاهد الأوضاع السياسية الملتهبة فى كل الدول المجاورة لجمهورية مصر العربية، و نجد أعداء الوطن وأصحاب الاجندات يريدون تعكير الصفو وتفريق الصفوف فى بلدنا ، وذلك من خلال بث الشائعات والسموم خاصة بين الشباب الذين يعيشون مراحل عمرية قد يقعون فريسة لمثل هؤلاء الأعداء، مشددًا علي ضرورة قيام كل فرد بدوره فى المجتمع، من أجل بناء المجتمع، والتكاتف والتكامل والتصدى لاعداء الوطن ، مختتما حديثة بأهمية استقاء الأخبار من مصادرها الرسمية وعدم الانخراط فى فوضي الشائعات المغرضة .
وقالت الدكتورة روحية ابو غالى مدير إدارة الجمرك التعليمية، حب الوطن فرض علينا جميعا وعلى كل أفراد الوطن، وواجبا علينا جميعا أن نعبر عن حبنا لوطننا الغالى من خلال العمل على بناء الوطن وتطوير والدفاع عنه .
بدأ الدكتور نجاح عبد الرحمن راجح، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، حديثة بتعريف المفهوم العلمى لمصطلح الإعلام الجديد أنه هو مجموعة الوسائل الجديدة التى تعمل على أساسها العملية الإعلامية الاتصالية، والتى تعتمد على الشبكة العنكبوتية، والتطور فى التقنيات وهى متغيرة باستمرار مع التحديثات التى تطرأ على التكنولوجيا ، وتشتمل هذة الوسائل على مواقع الإنترنت والفيديوهات والأصوات التى يتم نقلها إلى. الشبكة وبريد الرسائل الالكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي وغيرها العديد من الوسائط الجديدة، معددا خصائصه بأنه يوفر للتقاعل بين الاطراف ويعمل على تسهيل تبادل المعلومات، كما أنه يعمل على عدم ارتباط الرسالة بزمن محدد بإمكان الراسل أن يرسل للافراد ومستقبلها منهم، وإمكانية تحويل المواد المسموعة إلى مواد مكتوبة عن طريق التقنيات التكنولوجية الحديثة، كما أنه يتمتع بالانتشار الواسع فى جميع أنحاء العالم حيث يمتلك اغلب الأفراد بطبقاتهم المختلفة .
كما تطرق وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، إلى أنماط والأشكال المتعددة للإعلام الجديد ومنها المدونات التى تحتوي على كتابات وصور وفيديوهات والتى ينشرها الفرد بمجهود شخصي، والبودكاست الذى يتلخص فى تسجيل الأصوات وإنشاء فيديوهات تسمح للفرد الاطلاع عليها فى اى وقت، وكذلك مواقع التواصل الإجتماعي التى جعلت الفرد يشترك فى صناعة الخبر، كذلك أيضا المواقع الإعلامية والصحابة الإلكترونية التى تقوم بنشر الأخبار وكافة الفنون والأشكال الصحفية .
كما اوضح الدكتور نجاح عبد الرحمن راجح، أهمية الأمن والأمان فى المجتمع، مؤكدا أن الأمن من أعظم وأجل النعم التى ننعم بها، و أن سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم الأمن فقالﷺ :
(مَن أصبحَ منكم آمنًا في سربِهِ ، مُعافًى في جسدِهِ عندَهُ قوتُ يومِهِ ، فَكَأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا)، وهو بذلك اتبع النبى الكريم على منهج القران الكريم، وتأسي بخليل الله إبراهيم عليه السلام، عندما توجه إلى الله تبارك وتعالى بدعاءه ورجائه (رَبِّي اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ ) وهنا قدم سيدنا إبراهيم عليه السلام الأمن والامان فى الذكر لله تبارك وتعالي لان الأمن يعين الإنسان على طاعة الله عز وجل وعند انعدام الأمن تتبدل الأحوال وتقل العبادة لله الكبير المتعال .
واكد وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، أن على الرغم من التقدم الذى أحرزه الإعلام الجديد الا أنه له العديد من السلبيات والتى تعكر صفو نعمة الأمن التى ننعم بها، ومن أبرز تلك السلبيات عدم وجود مصداقية فى كثير من المعلومات التى يتم نشرها على منصات الشبكة العنكبوتية، عدم القدرة على السيطرة فى كل ما ينشر من أفكار ومعتقدات سلبية والتى تشجع على العنف، زيادة الجرائم الإلكترونية فى ظل زيادة منصات التواصل الاجتماعي والوسائط الإعلامية المتعددة، عدم احترام حقوق النشر غياب الضوابط الواضحة التى تضمن احترام القيم الاخلاقية المثلى والحياة الخاصة للأفراد مطالبا الجميع بتحرى الدقة فى كل معلومة أو خبر من المصادر الرسمية المعتمدة من الدولة منعا لحدوث أزمات وكوارث .
وتناولت الدكتورة شرين منصور المتخصصة في تحليل مضمون الاعلام الدولي بالشرح المفصل الفرق بين الاعلام التقليدي والاعلام الرقمي موضحة أن الاعلام الرقمي هي بيئة خصبة لنشاط وانتشار الاخبار والمعلومات المضللة والكاذبة وذلك لتميزها عن الاعلام التقليدي بالسرعة والمهنية في النشر مما يجعل الجمهور يتسارع لنشر المعلومة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بهدف ان يتسابق في نشر المعلومة أو الخبر حتى وإن كان على حساب المصداقية، والبعض لا يعي أبعاد خطورة نشرها على الأمن القومي للدولة، لتنتقل بعدها لتوضيح الفرق بين الأخبار والمعلومة وما بين الأخبار والمعلومات المضللة وبين الكاذبة داعمة ذلك بأمثلة حية من واقع الحرب الاسرائيلية الايرانية.
كما أوضحت منصور علاقة الاعلام التقليدي والرقمي بالأمن الفكري وكيف يمكن ان يكون الاعلام بشكل عام سلاحًا موجهًا ضد الأمن الفكري من خلال الثقافات التي تم ادخالها على المجتمع المصري مثل الدراما التركية والأفلام الأجنبية التي تعمل على غرز أفكار تزعزع من الأمن الفكري للمواطن مثل المساكنة والكسب السريع دون جهد والخيانات وأشكالها التي حرمتها الأديان جميعها والتي تم العمل على غرزها على مدار سنوات لتحقيق الأثر المطلوب والتي تهدف في سهولة السيطرة على عقول الشعب والعمل على أجندتهم المناهضة للدولة المصرية وهو ما تواجهه الدولة بكافة الطرق لمحاربة تلك الأفكار المسمومة وتصحيح المفاهيم من خلال الدراما التليفزيوينة والسينمائية بالإضافة إلى دور قصور الثقافة والهيئة العامة للاستعلامات قطاع الاعلام الداخلي هذا بجانب تدشين عدد من الحملات التي تعزز من الأمن الفكري وتعمل على الحفاظ عليه، هذا وقد ختمت الدكتورة شرين لقائها بفيديو يوضح ما ماكانت عليه مصر وما أصبحت عليه الآن بعد دحر الإرهاب طالبة من الحضور الدعاء لشهداء مصر الأبرار الذين دفعوا أرواحهم ودمائهم فداء هذا الوطن.