احتفالية اليوم العالمي للمسنين.. كبارنا ذاكرة وطن ورعاية تستكمل الحكاية


✍ نجوى إبراهيم
بمناسبة اليوم العالمي للمسنين، أكدت د. ميرفت السيد مدير المركز الأفريقي لخدمات صحة المرأة، أن الأول من أكتوبر من كل عام يعد فرصة لتذكير المجتمع بحقوق كبار السن واحتياجاتهم الصحية والنفسية، وكيفية الحفاظ على هذه الثروة البشرية الغالية. ففي زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة وتكثر فيه التحديات الصحية والأمراض المعدية، يصبح من الضروري أن نتوقف لنتأمل دورنا تجاه هذه الفئة التي قدمت الكثير.
وأوضحت أن المسنين في أقسام الطوارئ مرضى استثنائيون، حيث إن دخولهم المستشفى لا يعد حدثًا عابرًا، بل غالبًا ما يكون معقدًا بسبب إصابتهم بعدة أمراض مزمنة في الوقت ذاته مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري، أمراض القلب، هشاشة العظام وضعف المناعة. وهو ما يجعل حتى الأزمات البسيطة تتحول إلى مشكلات خطيرة:
سقوط قد ينتهي بكسر في الحوض.
نزلة برد بسيطة قد تتحول إلى التهاب رئوي.
جرعة دواء زائدة قد تؤدي إلى غيبوبة أو هبوط بالدورة الدموية.
وأضافت أن العدوى تمثل الخطر الأكبر على حياة كبار السن، إذ أن ضعف جهاز المناعة يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات. فالإنفلونزا الموسمية قد تؤدي إلى فشل تنفسي، والالتهاب الرئوي البكتيري يعد من أهم أسباب الوفاة عالميًا، بينما أظهرت جائحة كورونا أن المسنين هم الحلقة الأضعف في مواجهة العدوى.
وشددت د. ميرفت السيد على أن الوقاية المبكرة تمثل حجر الأساس في رعاية كبار السن، وقدمت مجموعة من النصائح:
- المتابعة الطبية المنتظمة مع أطباء الباطنة أو القلب أو السكر.
- التطعيمات الدورية مثل الإنفلونزا وكورونا والالتهاب الرئوي.
- الالتزام بمواعيد الأدوية وكتابتها بشكل واضح.
- التغذية الصحية المتوازنة والإكثار من الخضروات والفواكه.
- النشاط البدني البسيط لتقليل السقوط والحفاظ على اللياقة.
- الوقاية من السقوط عبر تأمين المنزل، وتركيب وسائل مساعدة في الحمام، والاهتمام بالإضاءة.
- الدعم النفسي والاجتماعي من خلال الكلمة الطيبة والمشاركة في المناسبات العائلية.
- الاستعداد للطوارئ بحفظ أرقام الإسعاف ومعرفة الإسعافات الأولية.
- الوقاية من العدوى بالاهتمام بالنظافة الشخصية والتهوية والتطعيمات.
- التقرب الإنساني المستمر عبر الحضور، الإصغاء، وبث الطمأنينة.
وأكدت أن الأسرة هي خط الدفاع الأول من خلال المتابعة الدقيقة لحالة كبارها الصحية، بينما يتحمل المجتمع مسؤولية تهيئة بيئة صديقة لهم، في وسائل النقل والأماكن العامة والخدمات الصحية. كما يلعب الإعلام دورًا محوريًا في نشر الوعي بأهمية الوقاية والتطعيمات.
واختتمت د. ميرفت السيد قائلة:
“المسنون ليسوا عبئًا، بل هم ذاكرة الوطن وخبرة الحياة. حمايتهم ورعايتهم واجب إنساني ومجتمعي، ورسالتنا في هذا اليوم أن نوفر لهم طوارئ أكثر أمانًا وحياة أكثر كرامة.”



