مقتطفات

مستشفي جرجا ” ما بين اليأس و الرجاء

كتب /عبدالرحمن الجن

ليس هناك أقسى على النفس من المرض ، لكنه يصبح مذلة إن لم يكن المريض قادراً على تكاليف العلاج ، ولعل ذلك هو دور المستشفيات الحكومية المنوط بها أن تقوم به ، أما في حالات الطوارئ و الحوادث فإنها تكون بمثابة الخط الفاصل ما بين الموت و الحياة ، و تصبح الدقائق القليلة فارقة في مصير المصاب ، فما بالنا إن كان يحتاج ساعات للوصول إلى أقرب مستشفى ؟ عانى أهالي مدينة ومركز جرجا لعشرات السنين من ضعف الإمكانيات بمستشفى جرجا ألعام لكنها بأي حال من الأحوال كانت تفى بالحد الأدنى من الخدمات الصحية الضرورية ، إلى أن جاء اليوم الذي تقرر فيه الدولة هدم المباني القديمة ، و إنشاء مستشفى كبير و مطور يتكلف آلاف الملايين من الجنيهات ، بما يليق بجمهوريتنا الجديدة ، و يناسب احتياجات شعب جرجا . إلى هنا ، تبدوا الأمور طبيعية و مبشرة ، لكن السادة المسؤولين نسوا أو تناسوا أنه كان يجب عليهم توفير البديل المؤقت من خلال عشرات المستسفيات الموجودة بالفعل في كافة قرى المركز ( مباني خاوية على عروشها ) ، مما أضاف صعوبات و زاد من معاناة الفقراء و محدودي الدخل بجرجا خاصة و أن الأمر يحتاج لسنوات و سنوات حتى يمكن للمستشفى الجديد الدخول في الخدمة . ليس هناك شك في أن المستشفى أهم من أي شيء آخر ، و الانتهاء منها أصبح حلما يبتعد يوما بعد يوم عن أهالي جرجا ! فلا ندري ما سبب تلك السنوات و التغيرات التي طرأت على مدة الانتهاء منها! برغم أهميتها الكبيرة . يتبقى سؤال لممثلي الشعب و نوابه الكرام … ماذا تنتظرون للتحرك و استعجال الانتهاء من مستشفى جرجا ؟ ألم ترى أعينكم معاناة المصابين و أصحاب الحالات الحرجة في الذهاب لمستشفى سوهاج أو أسيوط ؟ يبدوا أنكم تنتظرون العام الأخير من دورتكم الانتخابية للتحرك ! و حينها لن يصبح له معنى و لا قيمة .

عرض المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى