اعتادت الأذن على مقولة القراءة للجميع كما اعتادت على الكثير من المقولات والأخذ بها دون التفكير أو التعمق فى كيفية التطبيق ، فمقولة القراءة للجميع هى بالطبع صحيحة لكن ليس القراءة لمجرد القراءة وذلك يتطلب ادراك ووعي قبل القراءة، فالادراك والوعي يأتى من الفهم الجيد للمبادئ والقيم، وليس مجرد معرفتها ، تتكون مبادئ الإنسان من التربية والإهتمام بمعرفة تعاليم الدين ، والمبادئ هى التى تحفظ الإنسان من الوقوع فى الخطأ ، لكن لسنا جميعا مبادئنا راسخة بداخلنا لأن الأهواء تختلف بتقلبات الحياة، فمن الممكن أن يتخلى الإنسان عن مبادئه مع مغريات الحياة التى تشعره بالقوة عند امتلاكها ، ولكى يحصل عليها يبحث عما يعطيه الحقوق ويبرر له أفعالهو ترسيخ المبادئ هى مرحلة يجهل الكثير كيفيتها ، فترسيخ المبادئ يكون بالتربية النفسية وليس العقلية ، والتربية النفسية تكون أكثر صعوبة لأنها لا تظهر فى الأفعال بكل وضوح وإنما تحتاج للتدقيق وتحليل والمواقف ولذلك تلجأ بعض الأمهات إلى القراءة لزيادة المعرفة والوعى صحيح أن القراءة ممارسة مفيدة ومثمرة لإكتساب الثقافة والتنمية المعرفية وزيادة الوعي لكن لها محاذيرفمصادر الثقافه كثيرة ومتنوعة ومع الكثرة والتنوع ومن الممكن أن يزداد التناقض والإختلاف فى الأراء وتتلاشى الحقائق وكذلك يوجد بعض القراءات التى يُختلف على فهم المغزى منها من شخص لأخر ، لذا يجب على القارئ أو الباحث الإطلاع كل الأراء المتعلقة بالموضوع خاصة إذا كان موضوع شائك ، لا يكتفى بمصدر أو اثنين لأن من الممكن أن يكونا غير صحيحين ،فليس من العجيب أن تتقابل الثقافة والإلحاد لأنها فى حقيقة الأمر جهل للدين وثقافة زائفة لذا من الممكن أن يتعرض القارئ لإهتزاز المبادئ أو تغييرهاوالبعض يتجه للقراءة فقط للتظاهر والتفاخر بالمعلومات التى يكتسبها من القراءة ، فعندما لا يجد الإنسان اى ميزه يمتلكها إما أن يبحث ويجد نفسه الحقيقية أو يطور عقله ويكتسب خبرات أو أنه يتقمص صفات ومميزات ليست ملكه وبذلك يكون هذا الشخص لا يملك أى مبادئ منساق وراء مشاعره وإحساسه بالنقص فإن كنت لا تحب القراءة فأنت لست مجبر وان كنت تريد الثقافة فعليك أن تتأمل نفسك وكل ما حولك
