

متابعة دنيا شيحة
يسعي الأباء والأمهات الي تربية نشئ ذو أخلاق وتدين ولكن هذا يتطلب سعي كبير وجهدا أكبر وخاصة أنهم يواجهون العديد من التحديات فيظل هناك سؤال واحد عالق في أذهان الأباء والأمهات “هل أنا فشلت في تربية أولادي ؟ “
عادة ما يتردد هذا السؤال على الكثير من الناس وللإجابة علي هذا السؤال يتطلب من الوالدين معرفة كيف يمكنهم التعامل مع الأبناء .
هناك مشكلتان في التعامل مع الأبناء وهما :-
الأولي :- اللبس الذي يحدث عادة عند الحوار والنقاش مع الأبناء.
مفهوم أن التربية تقوم علي الحوار والمناقشة جعل هناك لبس في فهم بعض الأمور فلا يعني أن تقوم العلاقة على الحوار ألا يكون هناك حدود في التعامل وألا يكون هناك ثوابت وخطوط حمراء ينبغي للأبناء عدم تجاوزها.
فالحوار والنقاش لا يمنعان الحزم في الأمر كله فلا يصح مثلا أن الحوار مع الأبناء فيما إذا كان من حقهم أن يصلوا أو لا يصلوا ولكن من حقهم أن يفهموا من خلال الحوار بعض الحكم التي من أجلها شرعت الصلاة .
فهم يمتلكون الحق في أن يعترضوا على بعض الأوامر لكن بالأدب والاحترام ولا يتحقق هذا إلا من خلال أسلوب تربوي يوازن بين الحب والحزم فلا يطغي أحد منهما علي الأخر .
الثانية :- إدراك طبيعة المرحلة التي يمر بها الأبناء ولنفرض أنها مرحلة المراهقة.
طبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها الأبناء فلا بد أن ندرك أن مرحلة المراهقة مرحلة لها سماتها وتغيراتها الجسمية والانفعالية والاجتماعية والعقلية، وهي سمات لا بد من التعرف عليها حتى نتمكن من التعامل مع هذه المرحلة وذلك من خلال خلال كتب علم نفس النمو .
حيث يمر المراهق في المجتمعات المدنية بصراعات نفسية وذلك بسبب رغبة المراهق في الاستقلال عن والديه و من يمثل السلطة بشكل عام كالمدرسين والإدارة المدرسية والمدربين بالنوادي .
لنتعرف علي أشكال هذه الصراعات :-
١/ رغبة المراهق في الاستقلال .
٢/ الرغبة في الحرية ونظم المجتمع تمنع هذا.
٣/ التعبير عن الغضب بحدة وثورة شديدة.
٤/ الحساسية المفرطة فهو يخشى التواجد في مناسبات اجتماعية ويشعر بأنه محط أنظار وتعليقات الجميع .
٥/ البعض منهم يسيطر عليه الشعور بالذنب لأنه يرسم لنفسه صورة مثالية لا يستطيع الوصول إليها ثم يحاسب نفسه على هذه الأخطاء وليس الأخطاء السلوكية فقط بل كل ما يراوده من أفكار وهذا ما يجعله أكثر حدة وعصبية.
٦/ يشعر المراهق أن من حوله لا يقدرونه ولا يحترمون رغباته وهو ما يزيد من شعوره بالوحدة والإحباط.
،لذا يجب على الوالدين أن يشرحا لإبناءهم بعض الأمور
أنهم جميعا أسرة واحدة وأن مسئولية البيت وأعماله ليست مسئولية تقع كلها على فرد واحد وأن الجميع لا بد أن يشارك في هذا وأن يكون هناك مسئوليات ثابتة لكل فرد .
،و يجب على الأم أن تكون حازمة أتجاه بعض التصرفات مثل ان يقوم أحد الإبناء بتحدث إليها بطريقة غير لائقة يمكنها أن تنهي المناقشة لبعض الوقت حتي يهدي وبعد ذلك التحدث في المشكلة بشكل لائق وإيجاد حل ولكن إن تكرر هذا الأسلوب تقوم الأم بمعاقبته وتطلب منه عدم التحدث إليها حتى يعرف كيف يتعامل معها .
،وعلي الأم أن تشعر أبناءها بأنها تهتم بما يهتمون به وتقوم بفتح مجال للحوار والمناقشة في بعض الأمور منح الأبناء بعض الخبرات الحياتية وتزويدهم بطرق مواجهه المشكلات وكيفية التعامل معها .